فصل: (سورة التوبة: آية 87)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة التوبة: الآيات 84- 85]

{وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (84) وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (85)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (لا) ناهية جازمة (تصلّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلة، والفاعل أنت (على أحد) جارّ ومجرور متعلّق بـ(لا تصلّ)، (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لـ (أحد)، (مات) فعل ماض، والفاعل هو (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ(لا تصلّ)، (الواو) عاطفة (لا تقم على قبره) مثل لا تصل على أحد، و(الهاء) مضاف إليه (إنّهم كفروا باللّه ورسوله) مرّ إعراب نظيرها (الواو) عاطفة (ماتوا) مثل كفروا (الواو) حاليّة (هم فاسقون) مثل هم معرضون.
وجملة: {لا تصلّ...} لا محلّ لها استئنافيّة أو معطوفة على جملة إن رجعك اللّه في الآية السابقة.
وجملة: {مات} في محلّ جرّ نعت لأحد.
وجملة: {لا تقم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تصلّ.
وجملة: {إنّهم كفروا......} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {كفروا...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {ماتوا...} في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: {هم فاسقون} في محلّ نصب حال.
(الواو) عاطفة (لا تعجب) مثل لا تصلّ وعلامة الجزم السكون و(الكاف) ضمير مفعول به (أموالهم) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (أولادهم) معطوف على أموالهم بالواو مرفوع (إنّما) كافّة ومكفوفة (يريد) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يعذّب) مضارع منصوب و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الباء) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(يعذّب) والباء للسببيّة (في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يعذّبهم) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
والمصدر المؤوّل (أن يعذّبهم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
(الواو) عاطفة (تزهق) مثل يعذّب ومعطوف عليه (أنفس) فاعل مرفوع و(هم) مضاف إليه (وهم كافرون) مثل وهم فاسقون.
وجملة: {لا تعجبك أموالهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تصلّ.
وجملة: {إنّما يريد اللّه...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يعذّبهم...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {تزهق أنفسهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: {هم كافرون} في محلّ نصب حال.

.الصرف:

(تصلّ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم حذفت الياء لام الكلمة وزنه تفعّ.

.البلاغة:

المخالفة والفرق بين الألفاظ: في قوله تعالى: {وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ} إلخ وفي الآية التي سبق ذكرها وهي {فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ} وسر التكرار والحكمة فيه فهو أن تجدد النزول له شأن في تقرير ما نزل له وتأكيده، وإرادة أن يكون على بال من المخاطب لا ينساه ولا يسهو عنه، وأن يعتقد أن العمل به مهمّ يفتقر إلى فضل عناية به، لاسيما إذا تراخى ما بين النزولين فأشبه الشيء الذي أهم صاحبه، فهو يرجع إليه في أثناء حديثه ويتخلص إليه، وإنما أعيد هذا المعنى لقوته فيما يجب أن يحذر منه.

.الفوائد:

البراءة من المنافقين:
أمر اللّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبرأ من المنافقين، وأن لا يصلي على أحد منهم إذا مات، وأن لا يقوم على قبره ليستغفر له أو يدعو له، لأنهم كفروا، باللّه ورسوله وماتوا عليه، وهذا حكم عام في كل من عرف نفاقه، وإن كان سبب نزول الآية في عبد اللّه ابن أبيّ رأس المنافقين- كما قال البخاري- فالعبرة بعموم المعنى لا بخصوص السبب.
وقد روي بسبب نزول هذه الآية عن ابن عمر قال: لما توفي عبد اللّه بن أبي جاء ابنه عبد اللّه إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه عليه، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ يثوب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟! فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إنما خيّرني اللّه فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} وسأزيد على السبعين قال: إنه منافق! قال: فصلى عليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية. فما صلى بعده رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه اللّه عز وجل.

.[سورة التوبة: آية 86]

{وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (86)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (إذا) ظرف المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بـ(استأذنك)، (أنزلت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. و(التاء) للتأنيث (سورة) نائب الفاعل مرفوع (أن) حرف تفسير، (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق بـ(آمنوا)، (الواو) عاطفة (جاهدوا) مثل آمنوا (مع) ظرف منصوب متعلّق بـ(جاهدوا)، و(رسول) مضاف إليه مجرور و(الهاء) مضاف إليه (استأذن) فعل ماض و(الكاف) ضمير مفعول به (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (الطول) مضاف إليه مجرور (منهم) مثل السابق متعلّق بحال من (أولو الطول)، (الواو) عاطفة (قالوا) فعل ماض وفاعله (ذر) فعل أمر و(نا) ضمير مفعول به والفاعل أنت (نكن) مضارع ناقص مجزوم جواب الطلب (مع القاعدين) مثل مع الخالفين.
جملة: {أنزلت سورة...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {جاهدوا} لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: {استأذنك أولو...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {قالوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {ذرنا...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {نكن} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

.الفوائد:

الجزم بجواب الطلب:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ} فالفعل (نكن) فعل مضارع ناقص، يرفع الأول وينصب الثاني، مجزوم بجواب الطلب. وهذا الأسلوب وارد عند العرب ويسبق الفعل المجزوم بطلب، ويشتمل الطلب على فعل أمر كقولنا: ادرس تنجح، أو مضارع مقترن بلام الأمر مثل لتزرع الخير تحصد الحمد، أو مضارع مقترن بـ(لا) الناهية مثل (لا تدن من الأشرار تسلم). والجزم بجواب الطلب يشبه الجزم بأدوات الشرط التي تجزم فعلين، وعلى هذا نخرّج الأمثلة السابقة: إن تدرس تنجح، إن تزرع الخير تحصد الحمد، إن لم تدن من الأشرار تسلم. ولا يجوز أن نقول: لا تدن من الأشرار تؤذ لأنه يفسد المعنى ويصبح (إن لم تدن من الأشرار تؤذّ) كما أجاز النحويون أن اسم فعل الأمر يكون سببا لجزم المضارع بجواب الطلب، واستدلوا بقول الشاعر عمرو بن الإطنابة:
وقولي كلما جشأت وجاشت ** مكانك تحمدي أو تستر يحي

في هذا البيت الشاعر يخاطب نفسه، ومعنى جشأت وجاشت أي اضطربت. والشاهد فيه قوله (مكانك تحمدي) حيث جزم الفعل تحمدي بالطلب الذي هو (مكانك) وهو اسم فعل أمر بمعنى اثبتي، وجملة الطلب نقول فيها: جواب الطلب لا محل لها من الإعراب.

.[سورة التوبة: آية 87]

{رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (87)}

.الإعراب:

{رضوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل (الباء) حرف جرّ (أن) حرف مصدريّ ونصب {يكونوا} مضارع ناقص منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسم يكون {مع الخوالف} مثل مع الخالفين.
(الواو) عاطفة {طبع} فعل ماض مبنيّ للمجهول (على قلوب) جارّ ومجرور في محلّ رفع نائب الفاعل و(هم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالمسبب (هم) ضمير منفصل مبتدأ {لا} نافية {يفقهون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يكونوا...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ(رضوا).
جملة: {رضوا...} لا محلّ لها استئنافيّة فيها تعلّيل لما سبق.
وجملة: {يكونوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {طبع على قلوبهم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {هم لا يفقهون} لا محلّ لها معطوفة على جملة طبع على قلوبهم.
وجملة: {لا يفقهون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

.الصرف:

{الخوالف}، جمع الخالفة وهي المرأة المتخلّفة وهو مؤنّث خالف، اسم فاعل من خلف الثلاثيّ وزنه فاعل.

.[سورة التوبة: الآيات 88- 89]

{لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89)}

.الإعراب:

{لكن} حرف استدراك وحرك آخره بالكسرة لالتقاء الساكنين {الرسول} مبتدأ مرفوع (الواو) عاطفة {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الرسول {آمنوا} مثل رضوا (مع) ظرف منصوب متعلّق بـ(آمنوا) و(الهاء) ضمير مضاف إليه {جاهدوا} مثل رضوا، (بأموال) جارّ ومجرور متعلّق بـ {جاهدوا}، و(هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أنفسهم) معطوف على أموالهم مجرور، ومضاف إليه.
(الواو) استئنافيّة {أولئك} اسم إشارة مبنيّ في محل رفع مبتدأ.
و(الكاف) حرف خطاب (اللام) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {الخيرات} مبتدأ مؤخّر مرفوع (الواو) عاطفة {أولئك} مثل الأول {هم} ضمير فصل، {المفلحون} خبر المبتدأ أولئك.
جملة: {الرسول...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {جاهدوا...} في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة: {أولئك لهم الخيرات} في محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لهم الخيرات} في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: {أولئك... المفلحون} لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك لهم.
{أعدّ} فعل ماض {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {لهم} مثل المتقدّم متعلّق بـ {أعدّ}، {جنّات} مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة {تجري... العظيم} مرّ إعرابها.
وجملة: {أعدّ اللّه...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ للفلاح.
وجملة: {تجري...} في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: {ذلك الفوز...} لا محلّ لها استئنافيّة.